سورة آل عمران - تفسير تفسير الجلالين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{هُوَ الذى أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ ءايات محكمات} واضحات الدلالة {هُنَّ أُمُّ الكتاب} أصله المعتمد عليه في الأحكام {وَأُخَرُ متشابهات} لا تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكماً في قوله {أُحْكِمَتْ آياته} [1: 11] بمعنى أنه ليس فيه عيب ومتشابهاً في قوله {كِتَابَاً مَّتَشَابِهاً} [23: 39] بمعنى أنه يشبه بعضه بعضاً في الحسن والصدق {فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} ميل عن الحق {فَيَتَّبِعُونَ مَا تشابه مِنْهُ ابتغاء} طلب {الفتنة} لجُهَّالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس {وابتغاء تَأْوِيلِهِ} تفسيره {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} تفسيره {إِلاَّ الله} وحده {والراسخون} الثابتون المتمكنون {فِى العلم} مبتدأ خبره {يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ} أي بالمتشابه أنه من عند الله ولا نعلم معناه {كُلٌّ} من المحكم والمتشابه {مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ} بإدغام التاء في الأصل في الذال أي يتعظ {إِلاَّ أُوْلُواْ الألباب} أصحاب العقول ويقولون أيضاً إذا رأوا من يتبعه.


{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} تُمِلْها عن الحق ابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} أرشدتنا إليه {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ} من عندك {رَحْمَةً} تثبيتاً {إِنَّكَ أَنتَ الوهاب}.


يا {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ الناس} تجمعهم {لِيَوْمٍ} أي في يوم {لاَ رَيْبَ} شك {فِيهِ} هو يوم القيامة فتجازيهم بأعمالهم كما وعدت بذلك {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} موعده بالبعث فيه التفات عن الخطاب ويحتمل أن يكون من كلامه تعالى والغرض من الدعاء بذلك بيان أنّ همّهم أمر الآخرة ولذلك سألوا الثبات على الهداية لينالوا ثوابها، روى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هُوَ الذى أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيات محكمات} إلى آخرها، وقال: «فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم». وروى الطبراني في الكبير عن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أخاف على أُمتي إلا ثلاث خلال» وذكر منها «أن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب». الحديث.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8